في لحظة كروية لا تُنسى، خسر الهلال السعودي مواجهته أمام فلومينينسي البرازيلي بنتيجة 2-1 في ربع نهائي كأس العالم للأندية، ليغادر البطولة التي حملت معها الكثير من الآمال والطموحات. ولكن كيف رأت الصحف العالمية هذا الخروج؟ وماذا قالت كبرى وسائل الإعلام الرياضية حول أداء الزعيم في هذا اللقاء؟ في هذا التقرير الإخباري المتكامل، نأخذك في جولة عبر عدسات الإعلام الدولي لرؤية ما وراء النتيجة.
الهلال وفلومينينسي.. ملحمة كروية بنكهة عالمية
كانت المباراة مسرحًا مفتوحًا للدراما الكروية، حيث اشتعلت الأجواء بين فريقين قدما كل ما لديهما. الصحف لم تتجاهل التفاصيل، بل سلّطت الضوء على الأداء، والأخطاء، والقرارات التحكيمية، ومشاعر اللاعبين.
"ذا أثليتيك": فلومينينسي ضرب أولًا وآخرًا
بدأت شبكة The Athletic البريطانية تقريرها بالإشادة بفلومينينسي، ووصفت هدف البديل هيركوليس في الدقيقة 70 بأنه "لحظة حاسمة"، أدت إلى تأهل الفريق البرازيلي. وأكدت الشبكة أن الدفاع البرازيلي "صمد ببسالة أمام العاصفة الهلالية"، واستفاد من أول فرصتين له بطريقة مثالية، مما كشف عن فاعلية تكتيكية عالية لا تقبل التهاون.
"BBC Sport": التحكيم يصنع الجدل وكوليبالي غاضب
أما بي بي سي سبورت، فقد ركزت على الجدل التحكيمي الذي صاحب اللقاء. ذكرت الشبكة أن الحكم الهولندي "داني ماكيلي" ألغى ركلة جزاء للهلال بعد العودة لتقنية الفيديو، ما أثار استياء لاعبي الزعيم. ونقلت عن كوليبالي قوله: "كنا نستحق أكثر.. التحكيم لم يكن منصفًا"، بينما أشار المدرب سيموني إنزاجي إلى أن الهلال "لعب شوطًا ثانيًا رائعًا لكنه افتقد للحسم".
"ماركا": صدام قارات.. وخبرة برازيليّة تتفوق
صحيفة Marca الإسبانية وصفت المباراة بأنها "صدام بين قارتين"، حيث ظهر الهلال بصورة هجومية بفضل روبين نيفيز وماركوس ليوناردو، الذي سجل هدف التعادل ببراعة. لكنها أشارت إلى أن الخبرة لعبت دورًا حاسمًا، لا سيما من الحارس المخضرم "فابيو" الذي تصدى لتسديدة خطيرة من كوليبالي. وأضافت الصحيفة أن جماهير فلومينينسي حولت ملعب "كامبينج وورلد" إلى كرنفال صاخب بألوان ريو.
"ESPN": تياجو سيلفا... المدرب داخل الملعب
شبكة ESPN الأميركية لم تكتف بالتحليل الفني، بل سلطت الضوء على شخصية تياجو سيلفا القيادية، واصفة إياه بـ"المدرب داخل الملعب". وأشارت إلى أن الهلال "دفع ثمن الإرهاق" بعد ملحمة مانشستر سيتي، حيث خاض تلك المباراة حتى الأشواط الإضافية، مما أثر على لياقته في مواجهة البرازيليين.
"ديلي ميل": نهاية مغامرة مشرفة
أما صحيفة Daily Mail البريطانية، فقد حملت في عنوانها تعبيرًا مؤثرًا: "نهاية مغامرة مشرفة". وأكدت الصحيفة أن الهلال ترك بصمة قوية في البطولة، بعد فوزه المدوي على مانشستر سيتي وتعادله مع ريال مدريد. لكنها أشارت إلى أن التنظيم الدفاعي الصلب لفلومينينسي كان سدًا منيعًا في وجه محاولات الهلال الهجومية.
"لاجازيتا ديلو سبورت": هيركوليس يُسقط الهلال بضربة قاضية
الصحيفة الإيطالية الشهيرة La Gazzetta dello Sport ركزت على "الضربة القاضية" التي تلقاها الهلال بهدف هيركوليس. وأضافت أن المباراة كانت "مفتوحة ومتكافئة"، ولكن الفريق البرازيلي "أدار الوقت بذكاء"، واستغل أخطاء الهلال، مشيدة بـ"التحول المذهل" في أداء فلومينينسي من "فريق مستضعف" إلى مرشح قوي للنهائي.
"موندو ديبورتيفو": استحواذ الهلال بلا فاعلية
Mundo Deportivo الإسبانية قدمت تحليلًا رقميًا لافتًا، حيث ذكرت أن الهلال سيطر على الكرة بنسبة 70.8% في نهاية الشوط الأول، لكن العجز في اختراق دفاع فلومينينسي كان واضحًا. وأشادت بدقة تمريرات محمد كنو وجواو كانسيلو، لكنها أوضحت أن الخطأ الدفاعي القاتل في الدقيقة 70 كان نقطة التحول، حيث جاء هدف فلومينينسي بعكس سير اللعب.
ماذا تعني هذه التغطيات لسمعة الهلال؟
من بين السطور، يتبين أن الهلال لم يخرج "خاسرًا بالكامل"، بل نال احترام الصحافة العالمية، وتقديرها لأدائه وتنظيمه وتفوقه في مراحل سابقة من البطولة. بل إن الصحف ركزت على نقاط مضيئة في مسيرته، مثل روح اللاعبين، وانضباطهم، والقدرة على مقارعة الكبار.
كلمة أخيرة: هل خرج الهلال أم صنع بداية جديدة؟
خروج الهلال من مونديال الأندية ليس نهاية القصة، بل فصل من ملحمة كروية تُكتب بأقدام اللاعبين، وقلوب الجماهير. ردة فعل الصحف العالمية كانت مزيجًا من الإشادة والنقد، لكنها اتفقت جميعًا على شيء واحد: الهلال فريق لا يُستهان به، وأصبح لاعبًا رئيسيًا في الساحة العالمية.
خلاصة ما قالته الصحف العالمية عن الهلال:
-
فلومينينسي انتصر بتنظيمه الدفاعي وفعاليته الهجومية.
-
التحكيم أثار الجدل وأثر على مجريات اللقاء.
-
الهلال قدم شوطًا ثانيًا بطوليًا لكنه افتقر للحسم.
-
تياجو سيلفا قاد المعركة من الملعب كقائد خبير.
-
المباراة كانت متكافئة ولكن الحسم كان برازيليًا.
-
أجواء ريو حوّلت الملعب إلى مهرجان عالمي.
-
الهلال لم يخسر الاحترام.. بل عزز صورته كزعيم آسيا.