إلغاء ركلة جزاء الهلال يثير الجدل وتحكيم ماكيلي تحت المجهر في ربع نهائي مونديال الأندية

أثار قرار الحكم الهولندي داني ماكيلي بإلغاء ركلة جزاء لصالح نادي الهلال السعودي أمام فلومينينسي البرازيلي، جدلاً واسعًا خلال مواجهة الفريقين، التي أُقيمت ضمن منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم للأندية، مساء الجمعة، على ملعب "كامبينج ورلد" في مدينة أورلاندو بالولايات المتحدة الأمريكية.

الحادثة وقعت في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول، حين سقط المهاجم البرازيلي في صفوف الهلال، ماركوس ليوناردو، داخل منطقة جزاء فلومينينسي بعد احتكاك مباشر مع المدافع البرازيلي زافيير. الحكم الهولندي لم يتردد لحظتها، واحتسب ركلة جزاء لصالح الفريق السعودي وسط تفاعل كبير من الجماهير الزرقاء.

لكن الإثارة لم تنته عند هذا الحد، حيث قرر الحكم اللجوء إلى تقنية حكم الفيديو المساعد "VAR" لمراجعة اللقطة. وبعد مشاهدتها على الشاشة، عاد ماكيلي ليفاجئ الجميع بإلغاء قراره، وعدم احتساب ركلة الجزاء، ما أحدث موجة من الاستياء في أوساط لاعبي الهلال وجهازهم الفني، وكذلك المتابعين الذين اعتبروا القرار مثيرًا للجدل وغير مبرر.

وبحسب تقييمات تحكيمية متخصصة، فإن التدخل الذي قام به مدافع فلومينينسي يُصنَّف كتدخل بإهمال، بعد أن قام بلمس واضح لقدمي ماركوس ليوناردو. رغم أن تمركز الحكم الأصلي أثناء الواقعة كان جيدًا، إلا أن اللجوء إلى الفيديو أفضى إلى قرار مختلف، وصفه البعض بأنه تراجع عن قرار صحيح، كان من المفترض أن يُثبت، لا أن يُلغى.

من جهة أخرى، شهد الشوط الثاني من المباراة مطالبات هلالية جديدة بركلات جزاء، وتحديدًا من المدافع السنغالي كوليبالي، الذي طالب بحقه في مناسبتين، الأولى إثر مسك متبادل أثناء تنفيذ ركلة ركنية، والثانية بدعوى وجود عرقلة داخل منطقة الجزاء. إلا أن التحليل التحكيمي أشار إلى صحة قرار الحكم في كلتا الحالتين، حيث لم تتوفر المعايير الكافية لاحتساب ركلات جزاء.

ورغم الجدل الذي أُثير حول بعض القرارات، تلقى ماكيلي إشادة من بعض المحللين فيما يخص لياقته البدنية العالية وقدرته على التمركز الجيد طيلة فترات المباراة. إلا أن أبرز الملاحظات كانت متعلقة بتراجعه عن قراره الأصلي بشأن ركلة الجزاء، وهو ما وُصف بأنه صعّب عليه إدارة اللقاء، وأثر على ثقة اللاعبين بقراراته.

الهلال الذي خسر اللقاء بنتيجة 2-1، خرج من البطولة وسط حالة من الغضب الجماهيري، ليس فقط بسبب الخسارة، بل بسبب القرارات التحكيمية التي يرون أنها أثرت بشكل مباشر على مجريات المباراة. ويبقى أداء الحكم ماكيلي محل نقاش واسع في الأوساط الرياضية، وسط مطالبات بضرورة مراجعة آليات استخدام تقنية الفيديو بشكل أكثر دقة وعدالة، خاصة في البطولات الكبرى.

وفي خضم هذه الأحداث، يواصل الهلال استعداداته للاستحقاقات المقبلة، في ظل رغبة جماهيره في رؤية رد فعل قوي ومختلف في المنافسات القادمة، بينما يبقى أداء الحكام وتقنية الفيديو محل تقييم مستمر في كل بطولة.

 

تعليقات