شهدت مباراة الهلال السعودي أمام فلومينينسي البرازيلي، ضمن ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025، الظهور الأول للمهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله بقميص "الزعيم"، إلا أن مشاركته اقتصرت على دقائق معدودة، غابت فيها الفاعلية الهجومية، لتُطرح التساؤلات حول دوره المنتظر مع الفريق في قادم المباريات.
دخل حمد الله اللقاء في الدقيقة 75 بقرار من المدير الفني الإيطالي سيموني إنزاغي، وذلك بعد خمس دقائق فقط من تسجيل الفريق البرازيلي هدفه الثاني، والذي منح فلومينينسي التقدم النهائي بنتيجة 2-1، ليقصي الهلال من البطولة مبكرًا، ويضع حدًا لطموحات الأزرق في التقدم نحو الدور نصف النهائي.
ورغم الآمال الكبيرة التي صاحبت خبر انضمام حمد الله إلى صفوف الهلال بنظام الإعارة قادمًا من نادي الشباب، عقب تأهل الهلال إلى هذا الدور من البطولة، فإن الظهور الأول للنجم المغربي لم يعكس تلك التطلعات. خلال 15 دقيقة من اللعب، لم يتمكن حمد الله من تسديد أي كرة على مرمى الخصم، سواء بشكل مباشر أو حتى محاولات خارج الإطار.
وبحسب الأرقام الإحصائية الصادرة عن منصة "سوفاسكور" المتخصصة في تحليل أداء اللاعبين، فقد لمس حمد الله الكرة في 7 مناسبات فقط، ونجح في تنفيذ 4 تمريرات، منها 3 مكتملة. كما نفذ محاولة مراوغة ناجحة واحدة من أصل محاولتين، وتمكن من صناعة فرصة وحيدة للتسجيل، لم تُترجم إلى هدف.
هذا الظهور المحدود دفع العديد من المتابعين لطرح تساؤلات حول مدى جهوزية اللاعب، ومدى انسجامه مع المجموعة في وقت قصير، خصوصًا وأن مشاركته جاءت بعد أيام قليلة من انضمامه إلى المعسكر، دون خوض تدريبات مكثفة أو مباريات سابقة مع الفريق.
ورغم أن إنزاغي أبدى ارتياحه لضم المهاجم المغربي في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، مشيرًا إلى أنه سيكون دعمًا مهمًا لخط الهجوم إلى جانب ماركوس ليوناردو، إلا أن الواقع داخل الملعب لم يعكس تلك التطلعات، وهو ما قد يستدعي إعادة تقييم لمستقبل اللاعب مع الفريق.
حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم يصدر أي إعلان رسمي من إدارة الهلال أو الجهاز الفني بشأن ما إذا كانت فترة إعارة حمد الله ستنتهي بوداع الفريق للبطولة، أم أن هناك نية لتمديدها حتى نهاية العام الجاري، مع استغلاله في المنافسات المحلية والقارية المقبلة.
ويُعد حمد الله من أبرز المهاجمين في الكرة السعودية خلال السنوات الأخيرة، وسبق له أن تألق مع النصر والشباب، ما يجعل توقعات الجماهير تجاهه مرتفعة في كل محطة جديدة يخوضها.
وبينما تنتظر الجماهير الزرقاء معرفة مستقبل حمد الله مع الهلال، تبقى مشاركته الأولى مثار نقاش واسع، بين من يراها غير كافية للحكم على أدائه، ومن يرى أنها مؤشر مبكر على صعوبة فرض نفسه سريعًا في تشكيلة إنزاغي، التي تعتمد على الانسجام والسرعة في الثلث الأخير من الملعب.