ماذا لو.. تم تعيين مورينيو مدربًا لبرشلونة بدلًا من جوارديولا في 2008؟

ماذا لو.. تم تعيين مورينيو مدربًا لبرشلونة بدلًا من جوارديولا في 2008؟

 

"تخيل لو اختار برشلونة مورينيو بدل جوارديولا في 2008... كيف كان سيتغير تاريخ النادي والكرة العالمية؟ تعرف على السيناريو الكامل."

لحظة مصيرية في تاريخ الكرة

في صيف 2008، وقف نادي برشلونة على مفترق طرق تاريخي، بعد موسم مخيب تحت قيادة فرانك ريكارد، كان النادي بحاجة إلى هوية جديدة، إلى ثورة تمنحه المجد الضائع، الخيار آنذاك وقع بين اثنين: جوزيه مورينيو، المدرب الطموح الذي أدهش العالم مع بورتو وتشيلسي، أو بيب جوارديولا، المدرب المبتدئ وتلميذ الاسطورة يوهان كرويف.

"تخيل لو اختار برشلونة مورينيو بدل جوارديولا في 2008... كيف كان سيتغير تاريخ النادي والكرة العالمية؟ تعرف على السيناريو الكامل."

الجميع يعرف القصة التي حدثت - قصة جوارديولا والأسطورة التي نسجها بأنامل "التيكي تاكا". ولكن ماذا لو انحازت عجلة القدر لاتجاهٍ آخر؟ ماذا لو امتدت يد القرار لتُمسك بورقة مورينيو بدلاً من جوارديولا؟

لننطلق معاً في رحلة تخيلية
، لنتصور معاً "السبيشل وان" يقف على حدود الكامب نو، يحمل في جعبته فلسفةً ناريةً تتعارض مع كل ما يمثله النادي الكتالوني.

 بداية الحكاية: كيف كاد مورينيو يغيّر تاريخ برشلونة؟

لقطة تخيلية لمورينيو وهو يقود برشلونة في 2008، في سيناريو بديل يغير تاريخ كرة القدم والبطولات الأوروبية."

كواليس اللقاء السري مع مورينيو

في قاعة VIP بمقر بنك لشبونة الخاص بكبار الزوار، اجتمع المدير الرياضي لبرشلونة (تشيكي بيغريستين) مع البرتغالي جوزيه مورينيو في جلسة سرية، دخل الرجل بحقيبة سوداء أنيقة، ليخرج منها ملفاً رقمياً شاملاً يحتوي على:

1.     تحليل تكتيكي مفصل لنقاط قوة وضعف الفريق الحالي.

2.     خطة متكاملة لتطبيق نظام 4-3-3 الهجومي مع تعديلات لأضافة الصلابة الدفاعية.

3.     مخطط تدريبي ثوري يركز على اللياقة البدنية القصوى.

4.     قائمة انتقالات استراتيجية تضم 5 أسماء مدروسة بدقة.

ما أذهل الحضور أكثر من التفاصيل الدقيقة كان الرؤية الواضحة لكيفية تحويل الفريق إلى آلة كروية لا تعرف الهزيمة، كل نقطة في العرض كانت مدعومة بإحصائيات ومقاطع فيديو تحليلية، مما جعل الوفد الكتالوني يدرك أنهم أمام عقلية تدريبية فذة لم يروها من قبل.

القرارات الأولى: ثورة مورينيو في الكامب نو

اليوم الاول للبرتغالي شهد تغييرات جذرية، طبق نظاماً صارماً لإعادة تأهيل اللاعبين، خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل انضباطية مثل رونالدينيو وديكو، مورينيو لم يكن ليتخلص منهم بسهولة، بل كان سيمنحهم فرصة أخري لكن بشروطه الخاصة، تخيل رونالدينيو يخضع لبرنامج تدريبي مكثف، مع حظر للسهر وحضور إلزامي لجميع الاجتماعات التكتيكية، ديكو وبناء علي العلاقة السابقة مع جوزيه سوف يجعله قطعة أساسية صعب الاستغناء عنه، وقائمة التعاقدات تحتوي علي ظهير أيمن دفاعي وقلب دفاع قوي وخط وسط أرتكاز قوي بدنياً مع يايا توريه الذي سوف يصبح حجرًا أساسيًا في المنظومة.
أما بخصوص اللاماسيا؟ الناشئين لن يحظيا بفرص كثيرة، لأنه كان يثق أكثر في الخبرة الجاهزة، كانت فرصهم ستكون محدودة في أواخر الموسم او بعد حسم البطولات مما يؤخر تطورهم
!

طريقة اللعب والفلسفة

"ليس من المهم كيف نلعب؟ لكي أهزمك في سباق يجب أن أحطم عجلة سيارتك، أو أضع السكر في خزان الوقود" – جوزيه مورينيو

مورينيو لا يؤمن بالاستحواذ من أجل الجمال، بل بالأداء العملي الذي يجلب النتائج. ربما كان برشلونة سيتحوّل إلى فريق منظم دفاعيًا، يعتمد على الضغط القوي والهجمات المرتدة، خط الوسط كان سيفقد جزءاً من بريقه الإبداعي لصالح الصلابة والتنظيم التكتيكي.

التعامل مع النجوم: بين الصلابة والمرونة

مورينيو معروف بصرامته التكتيكية وتفضيله للصلابة في خط الوسط، لذلك كان تشافي وإنييستا أمام تحدٍ كبير للحفاظ على أدوارهما الإبداعية، إذ كان سيطلب منهما الضغط العالي والمزيد من الالتزام الدفاعي، وهو ما قد يحد من حريتهما المعتادة في بناء الهجمات.

أما ميسي، ففي ظل وجود رونالدينيو، كان سيبقى على الأرجح كجناح أيمن مهاري، لكن مع إضافة واجبات دفاعية أكبر.

وبالنسبة للهيكل الدفاعي، كان من شبه المستحيل أن يسمح بالتعاقد مع بيكيه أو تصعيد بوسكيتس من اللاماسيا، مفضلاً ضم مدافعين أصحاب خبرة أو لاعبين جاهزين بدنيًا، هذه التغييرات كانت ستجعل برشلونة فريقاً أكثر صلابة، لكنها كانت ستسلبه جزءاً من روحه التي تميز بها.


هل كان التاريخ سيبقى كما نعرفه؟

لو تولّى مورينيو تدريب برشلونة في 2008، لكان الفريق بالتأكيد صلبًا ومنظّمًا، وربما حقق ألقابًا كبرى، لكن بفلسفة تتعارض مع روح الكامب نو، التي غيّرت شكل كرة القدم، برشلونة كان بالتأكيد سيفقد سحره وهويته.

كان من المتوقع أن تحدث تصادمات لا تنتهي مع الاعلام والجماهير التي تعشق الأداء الجميل، وربما لم يكن ميسي ليصبح الأسطورة التي نعرفها اليوم، وربما رحل تشافي وإنييستا الذين قد لا يتقبلون هذه الفلسفة.

والأخطر من ذلك، أن هيمنة منتخب إسبانيا التاريخية بين 2008 و2012 كانت ستتأثر بشدة، وربما لم نكن لنشهد تلك الثنائية الأسطورية (كأس العالم 2010 ويورو 2012).

لا تقلق عزيزي البرشلوني، فكل هذا مجرد سيناريو تخيلي لم يحدث أبدًا! والآن، استعد لأن القادم سيكون فقرة سريعة نستعرض فيها كيف غيّرت المخاطرة التي قام بها برشلونة، تاريخ كرة القدم.

مخاطرة غيّرت مصير كرة القدم !

حقبة جوارديولا الذهبية في برشلونة التي غيرت شكل كرة القدم للأبد، من التيكي تاكا إلى السيطرة الأوروبية."

لقد كانت مخاطرة برشلونة بتعيين جوارديولا - ذلك المدرب الشاب الطموح - بمثابة صفعة للواقعية الكروية، خلال أربع سنوات فقط صنع بيب فريقًا لا يُقهر وإرثاً خالداً: 14 لقباً وفلسفة كروية أعادت تعريف مفهوم الهيمنة، حصد السداسية التاريخية في 2009 وهي إنجاز لم يسبق له مثيل، لم يكن النجاح مقتصرًا على الألقاب، بل امتد ليصنع جيلًا ذهبيًا تحول ميسي إلى أعظم لاعب في التاريخ، وبلغ تشافي وإنييستا ذروتهما، بينما انبثقت مواهب اللاماسيا (بيكي، بوسكيتس، بيدرو، تياجو) لتصبح نجوماً عالميين.

الأهم أن هذه الثورة لم تقتصر على النادي، بل امتدت لتشكل حجر الأساس لمنتخب إسبانيا الذي سيطر على العالم وحقق كأس العالم 2010 & يورو 2012.

هذه المخاطرة لم تغيّر مسار برشلونة فحسب، بل أعادت تعريف كرة القدم الحديثة إلى يومنا هذا.

اليوم، وبعد كل هذه السنوات، تخيل لو لم يحدث هذا القرار التاريخي، شاركنا رأيك: هل كان برشلونة وأسبانيا كانوا سيكونوا في القمة لو اختار برشلونة أي مدرب أخر بدلًا من بيب؟

 

(المصادر)

1-     كتاب طريقة أخري للفوز - غويليم بلاغي

2-     حقبة جوارديولا مع برشلونة

3-     مورينيو  وفرص تدريب برشلونة في 2008

 


 

تعليقات