ماذا لو.. لم يغادر نيمار برشلونة إلى باريس سان جيرمان في 2017؟

ماذا لو.. لم يغادر نيمار برشلونة إلى باريس سان جيرمان في 2017؟

 

"تخيل مسيرة نيمار الأسطورية لو اختار البقاء في برشلونة - كيف كان سيصبح أحد عظماء التاريخ مع ميسي وسواريز في ثلاثي MSN ؟"

القرار الذي هز عالم كرة القدم

في يوم صيفي حار من عام 2017، وقف نيمار على مفترق طرق سيحدد مصيره الكروي إلى الأبد: البقاء في برشلونة، أو المغامرة في باريس سان جيرمان بحثاً عن مجده الشخصي، القرار الذي اتخذه – كسر عقده مقابل 222 مليون يورو - هز الخبر أركان كرة القدم العالمية، كأغلى صفقة في التاريخ آنذاك، لكن السؤال الأكثر إثارة: ماذا لو كان اختار طريقاً مختلفاً؟ ماذا لو أستمع نيمار لنصيحة ميسي وقرر البقاء في برشلونة ليكمل مسيرة الـ MSN؟ هل كانت تلك الخطوة ستغيّر مجرى التاريخ الكروي؟ هل كان سيحقق حلمه في أن يصبح أفضل لاعب في العالم من قلب الكامب نو؟

لننطلق معاً في رحلة تخيلية، لنتصور معاً "نيمار" يقف في الكامب نو يحمل الكرة الذهبية، وسط تصفيق الجماهير ومن خلفه ميسي وسواريز والبقية!

نيمار أفضل لاعب في العالم !

"نيمار يتوج بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم - السيناريو البديل الذي كان يمكن أن يتحقق لو استمر مع برشلونة بدلاً من الانتقال لباريس سان جيرمان.

الاستماع الي صوت العقل والقلب

نيمار قرر البقاء، استمع لصوت القلب والعقل، متجاهلًا الإغراءات المالية في باريس، مصدقاً وعد قدوته، عاد برشلونة في موسم 2017/2018 بقيادة أرنستو فالفيردي بأسلوب أكثر مرونة، مع صلابة دفاعية واستثمار كامل للثلاثي الهجومي، نيمار في يسار الهجوم، ميسي كصانع لعب حر، وسواريز كقناص لا يرحم.

نيمار، بعمر 25 آنذاك، يدخل قمة نضجه الكروي، يتعلّم من ميسي كيف يكون أكثر فاعلية لا استعراضية!

ميسي يفي بوعده: قصة القيادة والتضحية التي أعادت مجد برشلونة

بعد بقاء نيمار في برشلونة، بدأ ميسي في تنفيذ وعد غير معلن وهو تحويل زميله البرازيلي إلى الأفضل في العالم، تخلى القائد الأرجنتيني طواعية عن بعض بريقه، وبدأ يركز أكثر على صناعة الأهداف بدلاً من تسجيلها، معطياً نيمار مساحة أكبر للتألق، النتائج كانت مذهلة: تحول نيمار إلى آلة تسجيل لا تُوقف، حيث تجاوز حاجز 40 هدفاً في كل موسم، بينما زادت فعالية مهاراته في المراوغة واختراق الدفاعات بشكل لافت.

هذا التغيير التكتيكي لم يفقد ميسي بريقه، بل زاد من قوة الفريق بشكل عام، في أحد المواسم الاستثنائية، ومع تركيز نيمار الهجومي المتزايد، قاد الثنائي برشلونة إلى تتويج تاريخي بدوري أبطال أوروبا مرة أخري، وأحرز نيمار لقب هداف البطولة، هذه الإنجازات الجماعية والفردية دفعت نيمار أخيراً إلى الفوز بجائزة الكرة الذهبية، ليصبح أول لاعب منذ كاكا (2007) يفوز بالجائزة خارج ثنائية ميسي ورونالدو.

ارتفعت الأضواء في ملعب الكامب نو، بينما وقف نيمار على المنصة وسط هتافات عشرات الآلاف من الجماهير التي رددت اسمه بفخر، ارتدى البرازيلي ابتسامة عريضة وهو يرفع الكرة الذهبية عالياً، بينما وقف بجانبه ليونيل ميسي يصفق بحرارة، والصحف أصبحت تتغني: "ظل ميسي، صار شمسًا".

تجنب الكوارث الكروية والاقتصادية: كيف حوّل بقاء نيمار برشلونة إلى قوة شاملة

لم يكن بقاء نيمار مجرد حفاظ على قوة هجومية، بل كان تحولاً استراتيجياً شاملاً للفريق، كروياً أصبح الفريق وحشاً لا يُقهَر بامتلاكه اثنين من أفضل لاعبي العالم، مما وفر توازناً نادراً بين الهجوم والتحكم الميداني. نيمار، الذي تطور ليصبح أكثر انضباطاً دفاعياً، كان يعود ليساعد زملائه في استعادة الكرة، بينما ظل معدل تهديفه المستمر هو السلاح السري في المباريات الصعبة.

واقتصادياً، كان التأثير أعظم، بغياب الحاجة لصفقات مبالغ فيها لتعويضه، اتخذ النادي سياسة مالية أكثر حكمة:

  • استثمار مدروس في تعزيز خط الدفاع (شراء ظهير عالمي وقلب دفاع قوي).
  • بحث متأنٍ عن خليفة لـ إنييستا دون استعجال، وبالتركيز على مواهب لا ماسيا الواعدة.
  • تجنب الديون الكارثية التي وقع فيها النادي لاحقاً بسبب الصفقات العشوائية.

النتيجة؟ فريق متكامل يهاجم بعنف، يدافع بذكاء، ويتحرك في السوق ببرودة الأعصاب، كان الكامب نو يعيش حقبة ذهبية جديدة... بفضل قرار واحد غير كل شيء.

كيف غيرت الصفقة القياسية مسار نيمار وبرشلونة ؟

"المقارنة الصادمة بين مسيرتي نيمار وبرشلونة قبل وبعد الانتقال - كيف غيرت صفقة 2017 مصير الطرفين إلى الأبد."

وافق نيمار علي الخروج من برشلونة لانه أراد الخروج من الظل الكبير لميسي، حيث شعر بأنه لن يحصل على الاعتراف الكامل بموهبته أثناء وجوده في برشلونة. وجاء الإغراء المالي الضخم من باريس سان جيرمان، الذي تضمن راتباً خيالياً تجاوز 30 مليون يورو سنوياً بالإضافة إلى حوافز مالية كبيرة.

ثم تحول انتقاله إلى باريس سان جيرمان من حلم إلى كابوس، حيث شهدت مسيرته تراجعاً صارخاً بعد أن كان يُعتبر الوريث الشرعي لميسي ورونالدو، تعرض لسلسلة لا تنتهي من الإصابات، وفقد بريقه تدريجياً بعد فشله في قيادة باريس للفوز بدوري الأبطال أو المنافسة على الكرة الذهبية وفي النهاية، غادر إلى الدوري السعودي في 2023 كظل للاعب الذي كان عليه يومًا، في خاتمة مأساوية لموهبة كانت تُعد من أعظم مواهب جيله.

وبالنسبة لبرشلونة تسبب رحيل نيمار في ضربة قاسية للفريق، حيث فقد الفريق أحد أفضل لاعبي العالم في ذروة تألقه، واقتصادياً فقد دفع النادي الكتالوني ثمناً باهظاً، حيث أنفق أكثر من 300 مليون يورو على صفقات بديلة فاشلة مثل ديمبلي وكوتينيو وجريزمان، مما ساهم لاحقاً في تفاقم الأزمة المالية للنادي.

لقد كانت صفقة نيمار إلى باريس نقطة تحول مفصلية في عالم الساحرة المستديرة، حيث فقدنا موهبة كانت تمتلك كل المقومات لتكون بين عظماء التاريخ، بينما دفع برشلونة ثمناً باهظاً لا يزال يعاني من تبعاته حتى اليوم، ويبقى السؤال الذي يلاحق كل عشاق الكرةماذا لو اختار نيمار البقاء؟

في عالم كرة القدم، كما في الحياة، بعض القرارات تصنع مصائر.. وبعضها يهدم أحلاماً، فما هو السيناريو الذي تتخيله لو قرر نيمار في الكامب نو؟ شاركنا برأيك!

(المصادر)

1-     تفاصيل انتقال نيمار الي باريس سان جيرمان مقابل 222 مليون يورو

2-     أغلى صفقة في التاريخ في ذلك الوقت

3-     خسائر برشلونة المالية بعد رحيله

4-     كوارث سوق انتقالات برشلونة منذ رحيله

5-     فشل برشلونة كرويًا بعد 2017

6-     فشل نيمار في باريس وانتقاله إلى الهلال السعودي


 

تعليقات