رحلة الآلام: من خيبة إلى
أخرى
عدنا من جديد… في الجزء الأول، رافقنا ميسي الطفل من
روزاريو إلى أضواء العالم، شاهدنا دموعه الأولى، بداياته المليئة بالآمال، ثم
خيبات 2006 و2007 و2010 و2011 التي جعلت الجماهير تتساءل: هل هو حقًا خليفة
مارادونا أم أن لعنة الفشل الدولي ستطارده إلى الأبد؟
أقرأ الجزء الاول من المقال
ليونيل ميسي وبلاد الفضة: من حلم الطفل حتى وداع الدموع #1
لكن كرة القدم لا تعترف بالنهايات السريعة، بل تكتب فصولها
عبر سنوات من الألم قبل أن تمنح البطولة الحقيقية، ومع كل موسم كان ميسي يزداد
نضجًا، يضاعف أرقامه، ويحطم أرقامًا قياسية مع برشلونة، لكنه كان يعود إلى منتخب
الأرجنتين ليجد نفسه في مواجهة صراع أكبر: صراع مع التاريخ، ومع حلم لم يتحقق بعد.
هكذا تبدأ رحلتنا في الجزء الثاني: رحلة الآلام، من خيبة إلى أخرى، من ماراكانا 2014.
كأس العالم 2014: الحلم
الذي تبخر في ماراكانا
2014
في البرازيل، بدت الأرجنتين وكأنها عادت للحياة
من جديد، لكن الحقيقة أن المنتخب لم يكن يملك سوى رجل واحد يقوده من الظلام إلى
الضوء،
ميسي كان هو المنقذ، يسجل ويصنع، يحول لحظات الصمت إلى فرحة، ليقود فريقًا مليئًا
بالثغرات نحو النهائي.
في المباراة النهائية على أرض ماراكانا، وقف البطل على بُعد
خطوة واحدة من تحقيق أمنيته التي حلم بها منذ الطفولة، الفرص انهالت، واحدة بعد
الأخرى، لكنها ضاعت جميعًا من أقدام المهاجمين، وكأن القدر يسخر من كل تلك المسافة
التي قطعها، ثم جاءت لحظة الطعنة… في الدقيقة 113، كتب ماريو جوتزه نهاية المأساة
بهدف قاتل.
رغم خيبة الأمل، كان ميسي هو الأيقونة الأبرز، اللاعب الذي
حمل بلاده على كتفيه حتى خط النهاية، لكنه عاد إلى روزاريو بلا كأس، وقف يتلقى
جائزة أفضل لاعب في البطولة، لكن عينيه كانتا معلقتين على كأس العالم التي لم
يستطع لمسها، وكالعادة كان الافضل وليس البطل!
ليكتب التاريخ: النهائي الثاني الذي يخسره ميسي مع بلاد الفضة.
كوبا أمريكا 2015: اللعنة تستمر
2015
في تشيلي، بدا وكأن الأقدار قررت أن تختبر صبر
البطل من جديد، الأرجنتين بقيادة ميسي شقت طريقها بثبات نحو النهائي، الجماهير
كانت على يقين أن اللعنة ستنتهي أخيرًا، وأنه سيضع حدًا لسنوات الخيبة ويعود إلى
بيونس آيرس محملًا بالكأس الغائب منذ 1993.
لكن السيناريو كان أكثر قسوة مما تخيله الجميع، 120 دقيقة كاملة من
المحاولات والقتال، دون أن يجد الفريق طريقًا للشباك، ثم جاءت ضربات الجزاء… لتحكم
على البطل بالإعدام البطيء، شاهد ميسي زملاءه يسقطون واحداً تلو الآخر تحت ضغط
اللحظة.
ميسي، الذي كان قد منح كل ما يملك، وقف في لحظة صادمة حينما
أعلن المنظمون منحه جائزة أفضل لاعب في البطولة، لكنه رفض تسلّمها، في مشهد نادر
ألغيت فيه الجائزة لأول مرة في تاريخ كوبا أمريكا، وكأن "البرغوث" نفسه
لم يعد يرى في الجوائز الفردية أي معنى وهو يشعر بأنه خذل وطنه.
لقد فضل أن يبقى محطماً على أن يقبل جائزة لا تعكس ما يشعر
به في أعماقه.
كانت هذه أقسى رسالة: "إما اللقب أو لا شيء".
كوبا أمريكا 2016: السقوط إلى القاع
2016
وكأن القدر أراد أن يسخر من البطل، سوف
يلعب نسخة استثنائية بمناسبة مرور 100 عام على أول كوبا أمريكا، بطولة قيل إنها
صُممت من أجل أن ينهي لعنته أخيرًا ويضع اسمه بجوار أعظم من قادوا بلاد الفضة.
الأرجنتين وصلت إلى
النهائي بسهولة، ميسي كان يقود الكتيبة ببراعة، خمسة أهداف وأداء ساحر جعل الجميع
يؤمن أن النهاية هذه المرة ستكون مختلفة، لكن اللعنة لا تعرف الرحمة، في النهائي،
شاءت الأقدار أن يعيد التاريخ نفسه بكل تفاصيله المؤلمة، أمام تشيلي مرة أخرى، وركلات
الترجيح تقرر المصير.
ميسي علي تنفيذ الركلة الأولى...الكرة علت العارضة والصدمة
نزلت كالصاعقة على الملايين، لم يكن مجرد إهدار، كان سقوط أسطورة في لحظة ضعف
نادرة، في تلك اللحظة، لم يكن الصوت المرتفع للجماهير هو ما سمعه، بل كان صوت قلبه
ينكسر، انهار على الأرض باكياً كما لم يبكِ من قبل، دموع كانت تحمل 13 عاماً من
الإحباط والألم وقال الكلمات التي هزت العالم: "الأمر ليس مكتوبا لي، بالنسبة لي انتهى المشوار مع
المنتخب الوطني، لقد بذلت كل ما بوسعي، من المؤلم ألا تكون البطل"
كانت هذه اللحظة هي الذروة الدرامية التي جعلت الجميع يعتقد أن القصة انتهت هنا، لكن ما لم يعرفه أحد أن هذه الدموع لم تكن نهاية القصة، بل كانت البذرة التي ستُنبت أعظم قصة في تاريخ الرياضة.
كأس العالم 2018: الفوضى الأخيرة قبل العاصفة
2018
قرار الاعتزال لم يدم أكثر من شهرين، فميسي لم يُخلق ليهرب
من المعارك، عاد إلى المنتخب لأنه يعلم أن الأبطال الحقيقيين لا يرحلون إلا بعد أن
يكتبوا الصفحة
الأخيرة بأيديهم، لكن عودته لم تكن إلى فريق منظم أو متماسك، بل إلى منتخب غارق في
الفوضى، بلا خطة واضحة ولا رؤية، يعتمد فقط على دعاء الجماهير وإلهام نجمه الأعظم.
في روسيا، كانت تلك رابع مشاركاته في المونديال، لكنها
سرعان ما تحولت إلى كابوس جديد، تعادل محبط مع آيسلندا و ركلة جزاء ضائعة، هزيمة
قاسية من كرواتيا، ثم معجزة في اللحظات الأخيرة ضد نيجيريا.
لكن في ثمن النهائي، اصطدم الحلم بالشباب الفرنسي، مباراة
ملحمية انتهت 4-3، حيث خطف كيليان مبابي الأضواء، بينما خرج ميسي مرة أخرى مطأطأ
الرأس، لم يكن مجرد خروج من المونديال، بل كان نهاية فصل طويل من الآلام، وكأن
الكاتب أراد أن يترك بطله في أحلك لحظة قبل أن يمنحه فرصة التحول التاريخي.
وهكذا أُسدل الستار على فصل الآلام والانكسار… ليفتح الباب أمام الحكاية الأعظم: كيف يعود البطل من بين الركام ليكتب أسطورته الذهبية؟.
التحول العظيم – من الدموع
إلى المجد
كل بطل حقيقي يحتاج إلى لحظة سقوط قبل أن ينهض، ميسي عرف
طعم الهزيمة أكثر مما تذوق أي نجم آخر في جيله، لكنه لم يكن ليستسلم، كانت دموعه
في روسيا 2018 هي آخر قطرات الحزن، وآخر اختبار من القدر، من هنا بدأت الحكاية
الجديدة، حكاية التحول من "اللاعب الملعون" في النهائيات، إلى أسطورة
تعيد كتابة التاريخ.
في تلك السنوات، بدا وكأن شيئًا تغيّر داخله، لم يعد مجرد
صبي يحلم بالكأس، بل صار قائداً حاملاً لآمال أمة كاملة، الأرجنتين لم تعد تبحث
فقط عن أفضل لاعب، بل عن قائد يقودهم من العجز إلى المجد، من الشك إلى اليقين.
ومن كوبا أمريكا 2019 حتى الأن، عاش العالم أعظم عودة في
تاريخ كرة القدم، عودة تليق برجل وُلد ليُكمل القصة التي بدأها مارادونا… ويختمها
هو بالدموع، لكن هذه المرة دموع الانتصار.
استعدوا لأعظم قصة تحول في تاريخ الرياضة، حيث يصنع البطل
نهايته الخاصة، ويكتب أسطورة لن تنسىها الأجيال القادمة.
كوبا أمريكا 2019 – بداية
التحول
2019
كان صيف 2019 بمثابة صفحة جديدة في الحكاية، الأرجنتين وصلت إلى نقطة
الانهيار بعد خيبة المونديال، فجاء القرار بتعيين ليونيل سكالوني كمدرب مؤقت، شاب
بلا خبرة كبيرة، لكنه امتلك شيئًا لم يكن عند سابقيه، الشجاعة لبدء مشروع جديد، لم
يبحث عن الأسماء الرنانة، بل بدأ بتجميع توليفة من الشباب والخبرة، ليعيد صياغة
هوية التانجو ويخرج أفضل نسخة من قائده، ليونيل ميسي.
في تلك البطولة، لم يأتِ اللقب، لكن شيئًا أهم وُلد من قلب الهزيمة، الأرجنتين وصلت إلى نصف النهائي وسقطت أمام البرازيل، لكن الجماهير لم تغضب هذه المرة، بل رأت بارقة أمل في الأداء، وكأنهم وجدوا أخيرًا الطريق الصحيح، وبالنسبة لميسي لم تكن مجرد مشاركة أخرى، بل كانت الشرارة الأولى لفصل سيحمل في طياته نهاية اللعنة وبداية الحلم الكبير.
كوبا أمريكا 2021 – سقوط
اللعنة في الماراكانا
10 يوليو 2021
"لقد
كُتب لها أن تُلعب هنا، لنفوز بها في الماراكانا، لتكون أجمل لجميع الأرجنتينيين."
- هكذا
بدأ ميسي خطابه التاريخي قبل نهائي كوبا أمريكا 2021 أمام البرازيل، في قلب
البرازيل.
كانت البطولة الثانية لمنتخب سكالوني، لكنها بدت مختلفة
تمامًا، المنتخب تغيّر، الروح تغيّرت، وحتى ميسي نفسه بدا أكثر إصرارًا من أي وقت
مضى، على الرغم من تقدمه في العمر، إلا أنه لعب كل دقيقة كأنها الأولى في مسيرته،
يسجل، يصنع، يصرخ في زملائه ليقاتلوا معه، وكأن شبح السنوات الماضية يطارده ويمنحه
قوة إضافية.
المباراة النهائية لم تكن مجرد مواجهة كروية، بل كانت حربًا
نفسية، في الماراكانا أمام البرازيل، وفي ظروف قاسية: 45 يومًا بلا عائلات، بعضهم
أصبح آباءً جدداً ولم يحملوا أطفالهم بعد، عزلة كاملة عن العالم الخارجي، لكن داخل
غرفة الملابس، كان خطاب ميسي الشرارة التي أشعلت الحلم: "سنخرج من هنا
ومعنا الكأس، لنأخذه إلى الأرجنتين، لنحتفل به مع عائلاتنا."
وعندما انطلقت صافرة النهاية، كانت لحظة ولادة جديدة: ميسي
أخيرًا يرفع الكأس مع بلاده، بعد 15 عامًا من الخيبات، بعد اتهامات بالتخاذل
والاختباء خلف قميص برشلونة، بعد دموع لم تفارق وجهه في النهائيات السابقة، في تلك
اللحظة سقط على ركبتيه وهو يبكي كما لم يبكِ من قبل، لكن هذه المرة غمرت دموع
الفرح عينيه، لم تكن مجرد بطولة… بل كانت مجرد معزوفة البداية لأعظم سيمفونية
كروية سيشهدها العالم.
الفيناليسيما 2022 – عندما
تحوّلت اللعنة إلى سلاح
01 يونيو 2022
فجأة، أصبحت الأحلام ممكنة في لحظة خاطفة، لعنة النهائيات
التي طاردت الأرجنتين لسنوات طويلة، انقلبت لتصبح كابوسًا لأي منتخب يقف أمامها، البطولة العائدة من الماضي،
الفيناليسيما، التي أُطلقت لأول مرة عام 1985 ثم اختفت، عادت لتضع بطل كوبا أمريكا
في مواجهة بطل أوروبا، الأرجنتين ضد إيطاليا، في ويمبلي بلندن، أمام أنظار العالم
كله.
كانت الفرصة سانحة لكتابة فصل جديد من أسطورة "بلاد
الفضة"، وميسي لم يخذل أحدًا، صحيح أنه لم يهز الشباك، لكنه كان المايسترو
الذي قاد كل نغمة في سيمفونية الانتصار: تمريراته الساحرة صنعت هدفين، وحضوره جعل
كل لمسة كرة لحظة سحرية، انتهت المباراة بفوز الأرجنتين بثلاثية نظيفة على
إيطاليا، لكن النتيجة لم تكن مجرد أرقام، بل رسالة للعالم: الأرجنتين عادت، ومعها
قائد يعرف تمامًا كيف يُحوّل الألم إلى ذهب.
كان كل شيء في تلك الليلة استثنائيًا: جمهور يغني كجوقة
سماوية، الروح التي بثها سكالوني في لاعبيه، الثقة التي اكتسبها الفريق من انتصاره
في كوبا أمريكا، وفوق كل هذا، كان هناك رجل واحد يلمع أكثر من أي وقت مضى ميسي، الذي أصبح رمزًا يتجاوز حدود كرة
القدم، نسخة أكثر نضجًا، أكثر شغفًا، وأكثر إصرارًا، أصبح القائد الذي يوزع الثقة
ويلهم الزملاء ويفكك المنافسين ببراعة مذهلة.
عندما رفع الكأس الثاني في أقل من عام، كان العالم يشهد
تحولاً نادراً في تاريخ الرياضة: من لعنة النهائيات إلى سيدها، كل شيء أصبح ممكناً، كل حلم أصبح قاب
قوسين أو أدنى.
الآن... لم يتبق سوى كأس واحدة فقط ليكتمل المجد.
كأس العالم 2022: الثلاثية
الاسطورية
2022
الصفحة الأخيرة من الحكاية… فجأة، وكأن القدر انتظر هذه اللحظة ليمنح الأرجنتين كل
ما حلمت به: جماهير مستعدة لبيع كل ما تملك لتتبع هذا المنتخب، مدرب مجتهد اسمه ليونيل
سكالوني صنع التوليفة المثالية المناسبة، مجموعة لاعبين يقاتلون كأنهم في معركة
حياة أو موت، والبطل الأسطوري ليونيل ميسي.
لم يعد هناك ما يثبته، فاز بكل شيء، حصد كل الجوائز الفردية
الممكنة، لكن اللقب الوحيد الذي ظل ينقصه هو كأس العالم، لطالما قال إنه
مستعد للتنازل عن كل كؤوسه وأرقامه مقابل أن يرفع هذه الكأس الذهبية لبلاده،
والآن… جاء الوقت لكتابة تلك الصفحة الأخيرة.
بدأت البطولة وكأنها فيلم سينمائي لم يستطع أي كاتب أن
يتخيله:
- بداية مروعة بهزيمة
مفاجئة أمام السعودية، لتتصدر العناوين العالمية، لكن ميسي رد سريعًا، قادهم
للفوز في المباراة الثانية ثم أكمل المهمة في الثالثة، ليصعدوا للدور القادم!
- في ربع النهائي، كانت
الأرجنتين متقدمة 2-0 أمام هولندا، قبل أن يعود الطواحين في الدقائق الأخيرة
لتفرض ضربات الجزاء، لكن ميسي وزملاءه كانوا على الموعد، فانتصروا بعد واحدة
من أكثر المباريات عنفًا في تاريخ المونديال.
- وفي نصف النهائي، أنهى
التانجو كل آمال كرواتيا سريعًا، وانتقموا من هزيمة 2018 بفوز عريض بثلاثية
نظيفة ليكتبوا طريقهم بثقة إلى النهائي المنتظر.
- أما النهائي، فلم يكن
مجرد مباراة، بل ملحمة سينمائية، تقدم التانجو 2-0 على فرنسا، ثم عادت الديوك
بهدفين قاتلين في آخر عشر دقائق، ثم سجل ميسي هدف في الوقت الإضافي، لكن
مبابي لم يرحم ليسجل التعادل في الثواني الأخيرة، النهاية لم تُكتب إلا
بركلات الترجيح، وقف ميسي ورفاقه كأبطال أسطوريين، كل ركلة تقرب البطل من
حلمه، وكل تصدي من مارتينيز تقربه أكثر وأكثر!
- وبعد الركلة الاخيرة، سقط
ميسي على ركبتيه - مبتسماً وكأنه يقول: "لقد اكتملت المهمة" بعد 36
عاماً من الانتظار، بعد 4 محاولات فاشلة، بعد كل الدموع والآلام، ها هو البطل
أخيراً يرفع الكأس الذهبية التي طالما حلم بها، لينهي كتابة الصفحة الأخيرة لاجمل
رواية كروية عبر التاريخ.
كوبا أمريكا 2024 – الخزائن
تتسع لمجدٍ آخر
2024
بعد كل ما حققه، لم يكن أحد ينتظر من ميسي
المزيد،
لكن البطل لا يعرف الاكتفاء، عاد ليرتدي قميص الأرجنتين في كوبا أمريكا 2024 بالولايات
المتحدة، في مشهد بدا وكأنه تكملة للملحمة أكثر من كونه بطولة جديدة كان عمره قد
تجاوز السابعة والثلاثين، ورغم ذلك ظل قلب الفريق وروحه وقائده، اللاعب الذي بمجرد
لمساته يزرع الطمأنينة في نفوس رفاقه ويشعل الحماس في مدرجات ممتلئة باللونين
الأزرق والأبيض.
في هذه النسخة، لم يكن ميسي هو النجم الأوحد كما كان سابقًا، بل أصبح المعلم، المرشد، ومع ذلك، لم يغب بريقه، فقد ساهم بالأهداف والصناعة في الأدوار الحاسمة، ليقود التانجو إلى النهائي ويحقق اللقب الرابع له مع الأرجنتين في أربع سنوات، وكأن القدر أراد أن يثبت أن دموع 2016 لم تكن إلا بداية الطريق نحو مجد غير مسبوق.
من
روزاريو إلى قمة العالم: الوداع على العرش
من أزقة روزاريو حيث بدأ الحلم، إلى منصة المونديال حيث
لامس المجد، لم تكن رحلة ميسي مجرد مسيرة كروية، بل كانت درساً في الإصرار والوفاء،
من دموع الهزائم المتكررة إلى دموع الانتصارات التاريخية، أثبت أن العظمة الحقيقية
لا تُقاس بالبطولات وحدها، بل بقدرة الإنسان على النهوض بعد كل سقوط، ترك لنا
إرثاً يُذكرنا أن الأحلام لا تموت مهما طال الانتظار، وأن الخزائن الحقيقية هي تلك
التي تملأ قلوب المحبين لا خزائن الكؤوس.
أجمل ما في هذة القصة، أنها حقيقية وليست فيلماً أو خيال،
حيث كنا شهوداً على كل دمعة.. كل إصابة.. كل لحظة يأس..حلمنا
أن يحقق لقباً واحداً فقط يكون في خزائنه..
ولكن ما حدث كان أفضل 1000 مرة من كل أحلامنا.
المصادر
1.
ميسي
يرفض جائزة أفضل لاعب في كوبا أمريكا 2015
2. خسارة
للعام الثاني علي التوالي ضد تشيلسي في نهائي كوبا أمريكا
3.
ميسي
بطل العالم مع الارجنتين
2022
4.
اللقب الاول مع الارجنتين في البرازيل 2021
5- كل
شئ عن بطولة الفيناليسيما