ما هي الصفقة الافضل في تاريخ بايرن ميونخ الحديث؟

ما هي الصفقة الافضل في تاريخ بايرن ميونخ الحديث؟

 

من نوير إلى ليفاندوفسكي، نرصد أبرز 4 صفقات نقلت بايرن ميونخ من قوة محلية إلى عملاق أوروبي، بأرقام وأثر واضح في تاريخ النادي.

كيف يصنع بايرن امجاده؟

منذ تأسيسه في عام 1900، اعتاد بايرن ميونخ أن يكون ناديًا مختلفًا، صحيح أن الأكاديمية البافارية أنجبت أسماء أسطورية مثل فرانز بيكنباور وجيرد & توماس مولر وفيليت لام وشفاينشتايجر وتوني كروس لكن سرّ النجاح لم يكن محصورًا في أبناء النادي فقط، في عالم كرة القدم الحديث، الصفقات الذكية تصنع الفارق، وتحوّل فريقًا جيدًا إلى قوة أوروبية لا تُقهر.

بايرن ميونخ لم يكن الأكثر إنفاقًا دائمًا مثل ريال مدريد أو مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، لكنه كان الأذكى في اختياراته، بعض الصفقات لم تُغيّر فقط الفريق، بل أعادت رسم خريطة الكرة الأوروبية. هنا نستعرض أهم صفقات شكلت تاريخ بايرن ميونخ الحديث، لتبقى شاهدة على عبقرية الإدارة الرياضية ورؤية النادي بعيدة المدى.

مانويل نوير.. الحارس الذي غيّر مفهوم المركز

مانويل نوير، الحارس الأسطوري لبايرن ميونخ ومنتخب ألمانيا، الذي أعاد تعريف مركز حراسة المرمى بأسلوب "الليبرو-كيبر". منذ انتقاله من شالكه عام 2011 مقابل 20 مليون يورو، قاد بايرن لتحقيق الثلاثية التاريخية 2013، ورفع دوري الأبطال مرتين، كما حصد أكثر من 25 بطولة محلية وأوروبية، ليصبح رمزًا للحراسة الحديثة وأحد أعظم اللاعبين في تاريخ البافاري.

في صيف 2011، أعلن بايرن ميونخ عن التعاقد مع مانويل نوير قادمًا من شالكه مقابل حوالي 20 مليون يورو كثيرون حينها اعتبروا الرقم مبالغًا فيه بالنسبة لحارس مرمى، لكن نوير لم يحتج وقتًا طويلًا ليثبت أنه كان صفقة القرن بالنسبة للفريق البافاري، خلال أكثر من عقد في النادي، حقق 11 لقب دوري ألماني، وفاز بدوري أبطال أوروبا مرتين، وكان قائدًا لمنتخب ألمانيا المتوج بكأس العالم 2014.

لكن إنجازاته لم تقتصر على البطولات فقط، بل أحدث ثورة تكتيكية في كرة القدم بفضل أسلوبه "الحارس الليبرو" الذي جعل حراس المرمى لاعبين إضافيين في عملية بناء اللعب. لم يكن مجرد حارس، بل عقل تكتيكي ودفاع متقدم، ما جعل بايرن أكثر ثباتًا وسيطرة في كل البطولات.

"أعتقد أنه لو كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، فإنه كان سيقوم بالتأكيد بتنفيذ بعض الهجمات على مرمى الفريق المنافس."
 ميروسلاف كلوزه عن زميله حارس المرمى مانويل نوير

آريين روبن.. رجل اللحظات الحاسمة

آريين روبن، الجناح الطائر الذي صنع مجد بايرن ميونخ بقدمه اليسرى الساحرة. منذ انضمامه من ريال مدريد عام 2009 مقابل 25 مليون يورو، أصبح أيقونة للأهداف الحاسمة، أبرزها هدف نهائي دوري أبطال أوروبا 2013 أمام دورتموند، حقق 20 بطولة مع النادي، وكتب اسمه في قلوب الجماهير كأحد أعظم الأجنحة في تاريخ كرة القدم الألمانية.

في 2009، كان ريال مدريد يستعد لثورة "الجلاكتيكوس" الثانية، ما اضطره للتخلي عن بعض النجوم، من بينهم آريين روبن، الذي انتقل إلى بايرن ميونخ مقابل حوالي 25 مليون يورو، الصفقة اعتُبرت حينها مخاطرة، لكن البافاري كان يعلم أن الجناح الهولندي يمتلك ما يكفي ليكون نجم الفريق.

على مدار عشر سنوات، كتب روبن قصصًا لا تُنسى، أبرزها هدفه الذهبي في نهائي دوري أبطال أوروبا 2013 ضد بوروسيا دورتموند في ويمبلي، وهو الهدف الذي أعاد البافاري إلى عرش أوروبا، أحرز مع النادي 8 ألقاب دوري ألماني، وكان أحد أعمدة "الجيل الذهبي" الذي جعل بايرن قوة لا تُقهر، ومع زميله فرانك ريبيري، صنع الثنائي الأسطوري "روبيري"، الذي أرعب دفاعات أوروبا لعقد كامل.

" روبن لاعب من الطراز العالمي، يمكنه أن يفوز بالمباراة بمفرده، لإيقافه عليك أن تضاعف المراقبة عليه."
- كيفن جروسكروتز لاعب بوروسيا دورتموند بسبب مراقبة لاعبين اثنين على روبن.

فرانك ريبيري.. السحر الفرنسي على ضفاف البافاريا

فرانك ريبيري، الساحر الفرنسي الذي حوّل بايرن ميونخ إلى قوة هجومية ضاربة منذ وصوله عام 2007 مقابل 25 مليون يورو من مارسيليا. شكّل ثنائياً أسطورياً مع روبن، وتُوّج في 2013 كأفضل لاعب في أوروبا، مساهماً في الثلاثية التاريخية، حصد 24 لقباً مع بايرن، ليبقى أحد أهم الصفقات في تاريخ النادي.

قبل وصول روبن بعامين، كان بايرن ميونخ يبحث عن نجم جديد يقود مشروعه في أوروبا، ليجد ضالته في الفرنسي فرانك ريبيري في 2007، دفع النادي حوالي 25 مليون يورو لمارسيليا، وهو رقم قياسي وقتها في تاريخ البوندسليغا .

ريبيري لم يكن مجرد صفقة كبيرة، بل أصبح أحد أعظم أساطير بايرن، خلال 12 عامًا قضاها مع الفريق، حقق 9 ألقاب دوري ألماني، وفاز بدوري أبطال أوروبا 2013، وكان مرشحًا قويًا للكرة الذهبية في نفس العام، أسلوبه المهاري، سرعته، وقدرته على قلب المباريات جعلته محبوب الجماهير وأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في هوية البافاري مع روبن، شكّل ثنائية هجومية مذهلة غيرت شكل الفريق وأعادته إلى القمة الأوروبية.

انه في مستوي واحد مع ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو كأحد أفضل اللاعبين في العالم."
- لاعب بايرن ميونخ السابق والرئيس بيكنباور، عن ريبيري.

روبرت ليفاندوفسكي: آلة التهديف التي لا تعرف التوقف

روبرت ليفاندوفسكي، ماكينة الأهداف البولندية، الذي انتقل إلى بايرن ميونخ مجاناً من بروسيا دورتموند عام 2014، ليصبح الهداف التاريخي الثاني للفريق بـ344 هدفاً. حطم رقم غيرد مولر بتسجيل 41 هدفاً في موسم واحد، وقاد الفريق للفوز بدوري أبطال أوروبا 2020. على مدار 8 سنوات، وحقق أكثر من 20 بطولة، ليُكتب اسمه كأحد أعظم مهاجمي العصر الحديث.

في صيف 2014، وُصف تعاقد بايرن ميونخ مع روبرت ليفاندوفسكي قادمًا من بوروسيا دورتموند بأنه "سرقة القرن". المهاجم البولندي انتقل مجانًا بعد انتهاء عقده، دون أن يدفع بايرن يورو واحد مقابل الحصول على أحد أفضل المهاجمين في العالم

ليفاندوفسكي لم يخذل النادي أبدًا، خلال ثماني سنوات، سجل 344 هدفًا في 375 مباراة وأصبح ثاني هدافي الفريق تاريخياً خلف جيرد مولر الذي سجل 523 هدف، وفاز بـ19 لقب خلال تلك المدة (8 دوري ألماني & 3 كأس ألمانيا & 5 كأس السوبر الالماني & وحقق لقب دوري أبطال أوروبا & سوبر أوروبي & كأس العالم للاندية)، وفي موسم 2020/21 حطم الرقم القياسي التاريخي لغيرد مولر مسجلًا 41 هدفًا في الدوري، وهو رقم سيبقى خالدًا لعقود.

وجوده جعل بايرن آلة هجومية لا تتوقف، وأثبت أن صفقة مجانية قد تساوي مليارات عند حساب الإنجازات والألقاب.

"أنت تستحق الكرة الذهبية الخاصة بك. في العام الماضي اتفق الجميع على أنك الفائز. آمل أن تمنحك فرانس فوتبول هذه الكرة، لأنك كنت الفائز الحقيقي لولا الوباء. لكان لديك واحدة في منزلك الان".
- ليونيل ميسي في خطاب الفوز بالكرة الذهبية عام 2021 على ليفاندوفسكي بعد إلغاء الجائزة في 2020.

صفقات آخري تألقت في بايرن ميونخ !

بينما يحظى العمالقة الاربعة بكل الاهتمام، هناك صفقات أخرى كتبت أسماءها بحروف من ذهب في سجلات بايرن ميونخ، قدموا إسهامات حاسمة رغم أن الأضواء لم تسلط عليهم بنفس القدر، من بين هؤلاء: تياغو ألكانتارا الذي أضاف لمسة فنية ساحرة وتحكّم فريد بإيقاع اللعب خلال حقبته، زي روبرتو ببراعته الفنية وتعدد أدواره في خط الوسط، كلوديو بيزارو بأهدافه الحاسمة وكفاءته التهديفية، ميروسلاف كلوزه بذكائه الحركي وبراعته الهوائية، مايكل بالاك بتوازنه في خط الوسط، والصفقة الاحدث والبديل الافضل لليفاندوفسكي، هاري كين.. وغيرهم ممن أثبتوا أن العطاء المتواصل والتفاني يمكن أن يترك أثراً لا يقل أهمية عن النجومية الواضحة، كل منهم ساهم في كتابة فصل خاص من فصول مجد البافاري في القرن الحادي والعشرين، وسيظلون محفورين في ذاكرة عشاق السفاح البافاري.

بعد استعراض إنجازات هذه العناصر الأساسية، يبقى السؤال المهم: ما هي الصفقة الافضل في تاريخ بايرن ميونخ الحديث؟ ما رأيك عزيزي القارئ؟ من هو اختيارك الشخصي؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

تعليقات