ما هي السرقة الاكبر في تاريخ الكرة الذهبية ؟

ما هي السرقة الاكبر في تاريخ الكرة الذهبية ؟

استكشف معنا قائمة بأفضل 11 لاعبًا في تاريخ كرة القدم فشلوا في الفوز بدوري أبطال أوروبا رغم عظمتهم، اكتشف الإحصائيات المذهلة والقصص الدراماتيكية وراء أغلى كأس في أوروبا.

الكرة الذهبية: بين بريق التتويج وظلال الجدل

لطالما كانت الكرة الذهبية  (Ballon d'Or)  ذروة المجد الفردي في عالم الساحرة المستديرة، الحلم الذي يراود كل طفل ركل كرةً في الأزقة، لكن وهج هذه الجائزة الذهبية لم يخلُ أبدًا من ظلال الشك، واتهامات بالـ "سرقة" تطفو على السطح كل عام، لتُشعل حروبًا إلكترونية بين جماهير كرة القدم، لكن ما هي أكبر سرقة في تاريخ الكرة الذهبية حقًا؟ هل هي قصة مدافع كسر القاعدة؟ أم هزيمة قائد أسطوري في عام انتصاره؟ هذا التحقيق يستعرض أبرز 4 حالات جدل هزت عالم كرة القدم، مدعومة ليس بالعواطف، بل بالأرقام والإحصائيات الصارخة.

🏆 كانافارو 2006: مدافع يقتنص الذهب وسط العواصف

في صيف 2006 كان العالم كله يتنفس هواء المونديال الألماني، واسم كانافارو يتردد في كل بيت، قائد إيطاليا الذي قدّم بطولة دفاعية أسطورية انتهت برفع الكأس في برلين، حصل بعدها بأسابيع على الكرة الذهبية. لكن وراء هذا التتويج قصة أكثر إثارة: نفس اللاعب الذي جُرّد قبلها من لقب الدوري الإيطالي مع يوفنتوس في فضيحة «كالتشيوبولي» الشهيرة، وأُسقط فريقه إلى الدرجة الثانية، أصبح فجأة رمز العدالة الكروية!

في المقابل كان هناك من يرى الصورة مقلوبة: رونالدينيو الساحر قاد برشلونة لثنائية الليغا ودوري أبطال أوروبا، وسجّل وصنع في كل الأدوار الحاسمة (19 هدفًا و15 تمريرة في كل المسابقات)، بينما تييري هنري وصل مع أرسنال إلى نهائي البطولة الأوروبية لأول مرة في تاريخ النادي، ونهائي كأس العالم مع فرنسا، حتى بوفون، حارس كانافارو في المنتخب، كان الأحق بنظر كثيرين بعد تصدياته البطولية في المونديال.

الجائزة ذهبت لكانافارو بنسبة أصوات 173 نقطة، و124 صوت لبوفون، و121 لهنري و 73 لرونالدينيو، لتفتح نقاشًا لا ينتهي: هل كانت مكافأة لقيادة دفاع تاريخي أم تجاهلًا لأفضل موسم هجومي لرونالدينيو وهنري؟

🔥 ميسي 2010: ذهب بلا كأس العالم ولا دوري الأبطال

حين تكون عظمة ميسي طاغية لدرجة أن جوارديولا يقول: "يجب أن يكون هناك جائزتين " كرة ذهبية " واحدة تذهب لميسي كل عام والاخري تذهب لافضل لاعب في الموسم"، في عام 2010 قدّم ليونيل ميسي موسمًا فرديًا مذهلًا مع برشلونة (47 هدفًا و11 تمريرة حاسمة في كل المسابقات)، وحصد الكرة الذهبية للعام الثاني على التوالي، لكن الاعتراضات كانت صاخبة: الأرجنتين ودّعت كأس العالم من ربع النهائي برباعية ألمانيا، وبرشلونة خرج من نصف نهائي دوري الأبطال أمام إنتر مورينيو، كثيرون اعتبروا أن الكرة الذهبية كانت يجب أن تذهب إلى إنييستا أو تشافي، مهندسي فوز إسبانيا بكأس العالم التاريخية في جنوب أفريقيا، أو شنايدر الذي لعب موسم رائع جداً وتوج بالثلاثية التاريخية مع أنتر ميلان وخسر نهائي كأس العالم مع هولندا، في النهاية ميسي فاز بـ22.65% من الأصوات مقابل 17.36% لإنييستا و16.48% لتشافي.

لتفتح الجائزة بابًا واسعًا لجدل “هل المكافأة على الألقاب أم الأداء الفردي؟.

رونالدو 2013: يتفوق على بطل الثلاثية

عام 2013 كان استثنائيًا؛ كريستيانو رونالدو حصد الكرة الذهبية بفضل أرقامه الفردية الهائلة (69 هدفًا في كل المسابقات مع ريال مدريد والبرتغال)، لكن أمامه كان هناك مرشح خارق: فرانك ريبيري الذي قاد بايرن ميونخ إلى ثلاثية تاريخية (الدوري والكأس ودوري الأبطال)، وسجّل 11 هدفًا وصنع 23 آخرين، ومحلياً لم يحقق أي بطولة حيث خسر الدوري الاسباني أمام برشلونة وكأس أسبانيا أمام أتليتكو مدريد.

حتى بلاتر اعترف أنه تم تمديد التصويت عليها بعد ملحق كأس العالم ليلحق رونالدو بسباق الأصوات بعد تسجيله هاتريك في الملحق وتصعد البرتغال لكأس العالم، كثيرون وصفوها بـ"السرقة الأكثر وضوحًا" في تاريخ الجائزة، وصرح ريبيري لاحقًا: عن تمديد الاصوات" "عارًا"

في ذلك العام تحوّل التصويت إلى قصة أكثر منه أرقامًا؛ هاتريك رونالدو في الملحق كان الشرارة التي أنست المصوّتين موسم ريبيري التاريخي.

🌟 مودريتش 2018: المايسترو الذي أوقف هيمنة ميسي ورونالدو

في 2018 أوقف لوكا مودريتش سلسلة ميسي ورونالدو بحصوله على الكرة الذهبية بعد قيادته كرواتيا إلى نهائي كأس العالم وتحقيقه دوري الأبطال مع ريال مدريد، لكن الجدل انفجر في الاتجاه المعاكس هذه المرة؛ أنصار كريستيانو رأوا أن هدّاف دوري الأبطال بـ15 هدفًا وصاحب الأدوار الحاسمة في التتويج هو الأحق، فيما بدا أن أنطوان جريزمان، رغم فوزه باليوروباليغ والسوبر الأوروبي أمام مودريتش وريال مدريد وتربعه على عرش المونديال مع فرنسا ضد مودريتش وكرواتيا ، خرج من حسابات الإعلام لأنه ليس «الوجه التسويقي» للجائزة، وفي النهاية أوقف المايسترو هيمنة ميسي ورونالدو في قرار وُصف بأنه “جائزة تكريمية” أكثر منه تفوقًا رقميًا.

🏆 الكرة الذهبية… بين التقدير والعاطفة

بعد الغوص في الأرقام والإحصائيات، نجد أن مصطلح "سرقة" قاسٍ وغير دقيق في معظم الحالات، ما حدث في هذه السنوات كان صدامًا بين معايير مختلفة: معيار الإنجاز الجماعي ضد معيار التفرد والإبداع الفردي في كل مرة، كان الكلمة للتصويت، وهذا التصويت ليس عملية حسابية باردة، بل عملية بشرية تتأثر بالعواطف، والقصص الإعلامية، والشعبية، وتوقيت الإنجازات، والصورة الذهنية للاعب.

هكذا تحولت الجائزة من مجرد تكريم للأداء إلى انعكاس للسردية الكبرى لكل موسم؛ أحيانًا تكافئ البطولة الجماعية، وأحيانًا تحتفي بالقصة الفردية المُلهمة، وأحيانًا تنحاز للرمزية والتاريخ، وهذا ما يجعلها في النهاية ليست ميزانًا رياضيًا بحتًا بل جائزة تقديرية تحمل في طياتها السياسة، الإعلام، والعاطفة في لحظتها التاريخية.

🏆 والسؤال الذي يبقى بلا إجابة حاسمة ويشعل الجدل بين المشجعين: برأيك، ما هي أكبر “سرقة” أو أكثر تتويج مثير للجدل في تاريخ الكرة الذهبية؟

المصادر

1-     كانافارو أفضل لاعب في العالم 2006

2-     ميسي أفضل لاعب في العالم  2010

3-     هاتريك يجعل كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم 2013

4-     المايسترو الذي أوقف هيمنة ميسي ورونالدو


تعليقات