كيف خسر برشلونة دوري الأبطال بأغرب الطرق؟

كيف خسر برشلونة دوري الأبطال بأغرب الطرق؟


تعرف على القصة الكاملة لخسارة برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا 1986 أمام ستيوا بوخارست، وكيف بدأت لعنة الكؤوس الأوروبية في الثمانينات.

هل تعلم أن لعنة برشلونة الأوروبية بدأت قبل عصر ميسي؟..

صديقي العاشق لبرشلونة، آخر 10 سنوات للفريق في دوري أبطال أوروبا لم تكن مجرد إخفاقات رياضية عابرة، بل سيناريو متكرر من الرعب الكروي! بداية من خيبة الأمل في الأولمبيكو أمام روما، إلى الضياع في آنفيلد أمام ليفربول، مرورًا بالهزيمة القاسية من بايرن ميونخ، ثم سيناريوهات الخروج المتكررة من دور المجموعات، وختامًا بحلم ضاع قبل دقيقتين ضد إنتر ميلان،  لكن القصة الحقيقية أعمق بكثير!

هل تصدق أن كل هذه الخيبات ليست إلا فصولًا متأخرة من رواية أقدم؟ رواية بدأت منذ عقود، منذ زمن لم تعد الجماهير تتذكره، لكن التاريخ لا ينسى!

في الثمانينات، وقبل عصر "التيكي تاكا" كان هناك مدرب إنجليزي، فريق أسطوري، ونهائي ضائع... كيف تحول الحلم الأوروبي إلى كابوس لا ينتهي؟

هل أتت أصل هذه اللعنة حقاً من الثمانينات؟ تعالوا لنكشف الحقيقة سويًا.

 كيف غيّر تيري فينابلز وجه برشلونة في الثمانينات؟

في صيف 1984، حل تيري فينابلز على رأس القيادة الفنية لبرشلونة بتوصية من بوبي روبسون لصالح الرئيس نيوينز، بدأ مع "نظامه الإنجليزي" الصلب 4‑4‑2، واعتمد على تنظيم دفاعي صارم، اللعب من الأطراف، وضغط مستمر على الخصم.

المدرب تيري فينابلز مدرب فريق برشلونة في موسم 1985.

النتيجة؟ لقب الدوري الإسباني في موسم 1984‑85 بعد غياب 11 عامًا، لكن الإنجاز الأكبر كان في انتظاره موسم 1985-1986، عندما قاد الفريق في رحلة غير متوقعة في دوري أبطال أوروبا، محققًا حلم الجماهير بالمنافسة على الثلاثية التاريخية.

فهل كان المدرب الانجليزي قادرًا على حصد أولي الالقاب الأوروبية للفريق الكتالوني؟ 

معجزات برشلونة في دوري الأبطال 1986

كيف واصل برشلونة مشواره نحو النجمة الاولي عبر سلسلة من المعجزات الكروية؟

في موسم 1985–86، اقتصرت منافسات دوري الأبطال على 31 فريقاً فقط، أبطال دوريات بلادهم، بالإضافة إلى حامل اللقب السابق – ولم تشارك الأندية الإنجليزية بسبب عقوبة كارثة هيسل.

أقرأ أيضاً

كارثة هيسل 1985: كيف تحول نهائي الأبطال إلى أسوأ كارثة في تاريخ الكرة؟

دور الـ32: معجزة في الثلج

واجه الفريق الكتالوني سبارتاك براغ في ظروفًا قاسية بدرجة حرارة تحت الصفر، ورغم الصعوبات حققوا فوزًا ثمينًا 2-1 خارج الديار، قبل أن يخسروا 1-0 في كامب نو، ليتأهلوا بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض.

دور الـ16: الاختبار البرتغالي

ثم تكرّر السيناريو أمام بورتو البرتغالي؛ حيث فاز برشلونة 2-0 في كتالونيا وخسر 3-1 في البرتغال، ليعبروا مجددًا بفضل الأهداف خارج الديار.



ربع النهائي: الاصطدام بحامل اللقب

واجه برشلونة حامل اللقب وأحد أقوى الفرق في أوروبا يوفنتوس بقيادة الاسطورة بلاتيني، وحقق فوزًا صعبًا في الدقائق الأخيرة بهدف نظيف في الكامب نو، مما جعل مباراة الإياب في تورينو حاسمة، يوفنتوس بقيادة المدرب تراباتوني، كان يعتمد على أسلوب دفاعي قوي وخط هجومي سريع، حاولوا كثيراً تسجيل الهدف مبكراً حيث كان يضغط بشكل عالٍ على لاعبي برشلونة، لمنعهم من بناء الهجمات ولكن برشلونة نجح في التسجيل عن طريق أرشيبالد، وقبل نهاية الشوط الأول عادل بلاتيني النتيجة ولكن أصبحت المهمة صعبة للغاية حيث انهم بحاجة الي هدفين للصعود، شهد الشوط الثاني ضغطًا هائلاً من يوفنتوس، لكن الدفاع الكتالوني، بقيادة ميغلي وخوليو ألبرتو، وحارس مرمى الفريق، أوروتيكويتا تمكنوا من الصمود، ليضمن مقعده في نصف النهائي. ويقترب الحلم أكثر وأكثر!

 ومع كل انتصار... كان القدر ينسج نهاية لا تُصدق.

المفاجأة الكبرى كانت في نصف النهائي:

في نصف النهائي، جاءت المباراة التي اختبر فيها القدر صبر الجماهير، حيث واجه الفريق غوتبورغ، لتحدث الكارثة في السويد تعرض الفريق لهزيمة قاسية 3-0، مما جعل مهمة العودة شبه مستحيلة. ليظن الجميع أن الرحلة الأوروبية قد انتهت. لكن، وكما هو معتاد، بدأت الأحداث غير المتوقعة، في الإياب قدّم برشلونة ريمونتادا تاريخية وفاز 3-0 بفضل هاترك بيتزي، ليلجأ الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت لبرشلونة، ليحجز مقعده في النهائي الثاني له تاريخياً ليبحث عن نجمته الاولي.

ومع كل انتصار، بدا أن اللعنة تقترب من الانهيار – لكنها فقط كانت تستعد لفصل نهائي يذهل العالم.

السيناريو الصادم: أغرب نهائي في تاريخ دوري الأبطال

 في 7 مايو 1986 تحوّل ملعب رامون سانشيز بيزخوان في إشبيلية إلى مسرح لواحدة من أعظم الصدمات في تاريخ كرة القدم، برشلونة بعد رحلة ملحمية، وجد نفسه في وجه دفاع ستياوا بوخارست، بقيادة المدرب إيميريخ ييني، الذي اعتمد على تكتيك دفاعي بحت وهجمات مرتدة مكثفة، ولم يكن مشوارهم شاقاً علي الاطلاق حيث تفوق علي فايله الدنماركي 5-2 بمجموع اللقاءين، ثم في دور الـ16 فاز علي هونفيد المجري 4-2 بمجموع اللقائين، وفي ربع النهائي تفوق علي كوسيسى الفنلندي 1-0 بمجموع اللقائين، ليصعد للمربع الذهبي ويقابل فريق أندرلخت البلجيكي الذي تفوق في مباراة الذهاب بهدف نظيف قبل أن يفوز فريق ستيوا بثلاثية نظيفة ليصل الي المباراة النهائية !

"من المؤسف ألا تأخذ الكأس بعد بلوغ النهائي، مع العلم أن هذه الفرصة قد لا تأتي مرة أخرى".

'ييني' مدرب فريق ستيوا بوخارست

 

على مدار 120 دقيقة، قدم برشلونة عرضاً هجومياً مكثفاً، حيث سيطر علي الكرة تماماً، لكن كل محاولات أرشيبالد ورفاقه اصطدمت بجدار دفاعي صلب، وببراعة استثنائية من حارس المرمى دوكادام الذي كان في أفضل أيامه، لتتجه الأنظار نحو ركلات الترجيح. ليصبح هذا النهائي الأول في تاريخ دوري أبطال أوروبا الذي ينتهي بدون أهداف !

الحارس الروماني هيلموت دوكادام يتصدى لركلة ترجيح من لاعبي برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا 1986.
عندما حان وقت ركلات الترجيح، بدا أن الحظ يميل لبرشلونة بعد أن تصدى حارسهم أوروتيكويتا للركلة الأولى والثانية. لكن المفاجأة عندما ظهر بطل أخر الحارس دوكادام، ليكتب مقطوعة أسطورية حيث تصدي لأربع ركلات متتالية من لاعبي برشلونة… بينما نجح الرومانيون في تحويل ركلتين لاهداف، ليعلن الحكم عن نهاية المبارة بفوز ستيوا بوخارست باللقب، ليصبح أول نادي روماني وأول نادي من أوروبا الشرقية يحقق البطولة، ليصنع التاريخ.

برشلونة : أكثر من مجرد نادي

جماهير برشلونة، أكثر من مجرد جماهير.

هل تعلم أن أعظم الدروس التي علمنا إياها برشلونة لم تكن في الانتصارات، بل في الخسائر؟

في نهاية هذا الماراثون القاسي، لم يخسر فينابلز فقط نهائي دوري الأبطال، بل خسر معه حلم الثلاثية بعد أن تخلف بفارق 11 نقطة عن ريال مدريد في الدوري الأسباني، وسقط في نهائي كأس إسبانيا أمام ريال سرقسطة  ليكون واحد من أسوا المواسم في تاريخ النادي.

عبر السنين، شهدت جماهير برشلونة في كل أنحاء العالم، سيناريوهات لا تُصدق، من الانتصارات البطولية إلى الخسائر المأساوية، من الأهداف التي تأتي في اللحظات الاخيرة التي تشعل الأمل إلى اللحظات التي تكسر القلوب. لكن في كل مرة، يعودون، يعودون لأنهم أوفياء لناديهم، مؤمنين أن برشلونة أكثر من مجرد نادي، بل هو حكاية، حلم، هوية.

وكما قال الأسطورة يوهان كرويف: "نحن شجعنا هذا الفريق، ثم نظرنا إلى عدد البطولات." برشلونة لم يكن مجرد نادٍ يفوز بالبطولات، بل كان فلسفة، فكرة، وشغفًا يجري في عروق عشاقه ، تلك الروح التي تجعل الملايين يؤمنون، ينتظرون، ويحبون الكرة التي يقدمها.

نهائي 1986 لم يكن سوي فصل واحد من الحكاية الطويلة. نعم، كانت خيبة أمل، لكنها أيضًا كانت بداية لسلسلة اللحظات الدرامية التي أصبحت جزءًا من هوية النادي لأن برشلونة، ببساطة هو الفريق الذي لا يُمكن التنبؤ بما سيحدث له، برشلونة علمنا أن النجاح الحقيقي ليس في الفوز دائمًا، بل في النهوض بعد كل سقوط، والعودة بعد كل خيبة أمل، وأن الجماهير الحقيقية لا تهرب عندما تحل الأوقات الصعبة.

إذا وصلت إلى هذه النقطة، فأنت حقًا مشجع برشلوني أصيل، دعنا نجعل النقاش أكثر إثارة
:

إذا كان بإمكانك تغيير نتيجة واحدة في تاريخ برشلونة، ماذا ستختار ولماذا؟

شاركنا رأيك في التعليقات

 

 

(المصادر)

تيري فينابلز
قائمة فريق برشلونة لموسم 1985-1986
غياب الاندية الانجليزية بسبب كارثة هيسل
ربع النهائي: الاصطدام بحامل اللقب
الفوز علي اليوفي بهدف في الدقائق الاخيرة
الريمونتادا التاريخية في نصف النهائي
ضربات الجزاء كاملة بين برشلونة وستيوا بوخاريست

تعليقات