من هو أفضل لاعب لم يتوج بالكرة الذهبية ؟

من هو أفضل لاعب لم يتوج بالكرة الذهبية ؟

تعرف على أشهر نجوم كرة القدم الذين لم يفوزوا بالكرة الذهبية رغم تألقهم: تيري هنري، إنييستا، نيمار 2015، محمد صلاح وآخرون، بأرقام وإحصائيات مثيرة.

الغصن الذي كسر ظهر الكرة الذهبية

في سماء كرة القدم، حيث تُقاس العظمة بالكؤوس والألقاب، يظل هناك تاجٌ واحد يدور حوله الجدل: الكرة الذهبية. تلك الجائزة التي يحلم بها كل طفل وهو يركل الكرة في الحي، تحوّل في بعض اللحظات إلى لعنة خفية حرمت أعظم الأساطير من اعترافٍ مستحق، ليست هذه مجرد قائمة لاعبين لم يُتوَّجوا، بل رحلة إلى قلب أكثر القصص قسوة في عالم الجوائز الفردية… حكايات عن أبطال قدّموا الكثير لكرة القدم لكن الأضواء اختارت غيرهم، وعن إنجازات لم تُترجم إلى تتويج شخصي.

هل أنت مستعد لاكتشاف من هم هؤلاء الأساطير الذين لم يفوزوا بالكرة الذهبية رغم استحقاقهم؟

🏆 تيري هنري: ملك لندن الذي حكم كل شيء إلا عرشه

بدأت حكاية تيري هنري في ضواحي باريس مع نادي موناكو، مهارته وسرعته اللافتة دفعت يوفنتوس للتعاقد معه، لكن التجربة الإيطالية لم تنجح؛ لعب هنري على الأطراف وفشل في التأقلم مع تكتيك الفريق، ومع ذلك كانت هذه المرحلة نقطة التحول التي جعلته ينتقل لأرسنال ليصبح أسطورة الجانرز وأيقونة البريميرليغ.

في لندن، تحوّل هنري من جناح سريع إلى مهاجم متكامل، وصنع مع أرسنال نسخة أسطورية، قاد الفريق إلى لقب الدوري بلا هزيمة في موسم 2003/2004، في نفس الموسم سجّل 30 هدفًا وصنع 9 في البريميرليغ، ما جعله الأقرب للكرة الذهبية عام 2003 حين حلّ ثانيًا خلف بافيل ندفيد، ثم عاد ليقترب مجددًا عام 2006 بحلوله ثالثًا بعد قيادة أرسنال إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وقيادة فرنسا إلى نهائي كأس العالم.

إحصائيات وألقاب هنري:

  • 228 هدفًا في 377 مباراة مع أرسنال (الهداف التاريخي للنادي).
  • 51 هدفًا دوليًا مع فرنسا (الثالث تاريخياً).
  • ألقابه: الدوري الإنجليزي مرتين، السداسية التاريخية في 2009 مع برشلونة، يورو 2000 وكأس العالم 1998 مع فرنسا.
  • 4 مرات هداف الدوري الإنجليزي، أفضل لاعب في البريميرليغ مرتين.

رغم كل هذه الإنجازات، لم يفز هنري بالكرة الذهبية، لكن الحقيقة أن الجائزة هي التي خسرته؛ فمكانته في تاريخ اللعبة راسخة بين أعظم من لمسوا المستطيل الأخضر.

🔥 أندريس إنييستا: مهندس المجد الإسباني

من أروقة لاماسيا انطلق أندريس إنييستا ليصبح قلب برشلونة النابض وعقل منتخب إسبانيا المدبّر، منذ بداياته أظهر هدوءًا استثنائيًا في المواقف الكبيرة، ومع بيب جوارديولا بلغ قمة نضجه ليقود برشلونة مع ميسي وتشافي إلى العصر الذهبي للتيكي-تاكا، لحظته الخالدة كانت في نهائي كأس العالم 2010 عندما سجّل هدف الفوز التاريخي ضد هولندا، قبل أن يتوَّج لاحقًا بجائزة أفضل لاعب في يورو 2012 كقائد حقيقي لجيل ذهبي، ورغم كل هذه الإنجازات ظل إنييستا بعيدًا عن الكرة الذهبية، حتى في سنوات تألقه بين 2009 و2012.

أرقام وألقاب:

·        674مباراة مع برشلونة، 57 هدفًا و138 صناعة، 9 ألقاب دوري، 4 دوري أبطال، ومع أسبانيا حقق كأس عالم 2010 ولقب اليورو مرتين في 2008&2012.

ربما خسر الكرة الذهبية، ولكن تلك الجائزة لم تُقلّل من قيمته وظل إنييستا الرسام بالنسبة للجماهير رمزًا للفن والهدوء والسيطرة على وسط الملعب.

نيمار 2015: وريث العرش الذي سقط في ظل الملك

في موسم 2014/2015 قدّم نيمار دا سيلفا واحدًا من أعظم مواسمه الكروية بقميص برشلونة، كان جزءًا من الثلاثي الهجومي المرعب مع ميسي وسواريز (MSN) الذي حطم الأرقام القياسية، سجّل نيمار 39 هدفًا في جميع المسابقات وصنع 11، وكان هداف دوري أبطال أوروبا بالتساوي مع ميسي ورونالدو بـ10 أهداف، ليقود الفريق نحو الثلاثية التاريخية.

ورغم هذا الأداء المذهل، جاء ترتيب نيمار في الكرة الذهبية ثالثًا خلف ميسي ورونالدو، في موسم كان فيه أقرب من أي وقت مضى إلى الفوز بها.

ألقاب موسم 2015:

دوري أبطال أوروبا – الدوري الإسباني – كأس الملك – كأس العالم للأندية.

هذا الموسم أثبت نيمار كأحد عمالقة الكرة العالمية، مؤكداً أن غياب الكرة الذهبية ليس نفياً للعظمة، بل ربما كانت هي الخاسرة الأكبر لعدم نقش اسم موهبة استثنائية مثله في سجلها الخالد.

أقرأ أيضاً 
ما هي السرقة الاكبر في تاريخ الكرة الذهبية ؟

🌟 محمد صلاح: الملك المصري الذي غيّر وجه ليفربول

بدأ محمد صلاح مسيرته الأوروبية في بازل السويسري قبل أن ينتقل إلى تشيلسي ثم فيورنتينا وروما، لكن انطلاقته الأسطورية جاءت مع ليفربول منذ 2017، في موسمه الأول حطم الرقم القياسي للأهداف في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز (32 هدفًا في 38 مباراة)، وأصبح أسرع لاعب يصل إلى 50 هدفًا في تاريخ ليفربول في الدوري.

قاد “الملك المصري” فريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2018 رغم إصابته الشهيرة في كييف، ثم عاد في 2019 ليقود ليفربول للتتويج بالبطولة الغائبة منذ 2005، وتُوّج أيضًا بالدوري الإنجليزي 2020 بعد انتظار دام 30 عامًا.

ورغم كل هذه الإنجازات الفردية والجماعية، لم يفز صلاح بالكرة الذهبية، حيث اكتفى بالمركز الخامس في 2019 والسابع في 2021 والخامس في 2022 والرابع في 2025.

أهم أرقامه وبطولاته:

  • هداف الدوري الإنجليزي 3 مرات.
  • دوري أبطال أوروبا 2019 & الدوري الإنجليزي 2020.
  • أفضل لاعب في إفريقيا 3 مرات.

روبرت ليفاندوفسكي: الهداف الذي أوقفته الجائحة

قصة ليفاندوفسكي هي حكاية المثابرة؛ بدأ في زنيتش بروشكوف في دوري الدرجة الثالثة البولندي، ثم انتقل إلى دورتموند ليصبح أحد أعمدة مشروع يورجن كلوب في 2013 قاد الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وسجل رباعية تاريخية ضد ريال مدريد في نصف النهائي.

انتقاله إلى بايرن ميونخ كان نقطة التحول، إذ حطم أرقامًا قياسية لا تُصدق، أبرزها تسجيل 5 أهداف في 9 دقائق ضد فولفسبورج، وفي موسم 2019/2020 سجل 55 هدفًا في جميع المسابقات وقاد بايرن إلى الثلاثية التاريخية (دوري، كأس، دوري أبطال أوروبا) وكان المرشح الأبرز للكرة الذهبية، لكن الجائحة ألغت الجائزة ذلك العام.

في 2021 فاز بجائزة “الأفضل” من فيفا، لكنه حل ثانيًا في الكرة الذهبية خلف ميسي رغم تسجيله 69 هدفًا في 59 مباراة.

ليفاندوفسكي هو المثال الأوضح على أن الكرة الذهبية قد لا تذهب دائمًا للأكثر استحقاقًا، لكنه رسخ نفسه كأحد أعظم الهدافين في تاريخ أوروبا.

🏆 ذهب لا يلمع في الخزائن

قصة هؤلاء الأساطير تثبت حقيقة مؤلمة وجميلة في الوقت ذاتهالكرة الذهبية ليست مقياسًا وحيدًا للعظمة بجانب هؤلاء الاساطير يوجد أيضاً مالديني الذي قضي 25 موسمًا مع ميلان، 5 ألقاب دوري أبطال، أفضل مدافع في جيله، ولم يحقق الجائزة، وتشافي هيرنانديز العقل برشلونة وإسبانيا بين 2008-2012، حصل على المركز الثالث ثلاث مرات متتالية، وأخرين..

ربما تكون عدالة الكرة قد قست عليهم بجائزة لم يلمسوها، لكن التاريخ سيكون أكثر عدلاً، فالإرث الذي بنوه، والذكريات التي منحوها لعشاق اللعبة، والطريقة التي غيروا بها كرة القدم، كلها "كرات ذهبية" غير مرئية ستتوهج لأجيال قادمة، في النهاية العظمة الحقيقية لا تُقاس دائمًا بالذهب.

🏆 فمن هو في برأيك "أفضل لاعب لم يفز بالكرة الذهبية"؟ وهل ترى أن المعايير الحالية للجائزة منصفة؟ شاركنا رأيك.

المصادر

1-     هنري أسطورة أرسنال والبريميرليج

2-     أفضل لاعب في يورو 2012 لم يشفع لانيستا الفوز بالكرة الذهبية

3-     2015 موسم لا يصدق من نيمار

4-     ميسي يعترف أن ليفادوفسكي يستحق كرة ذهبية


تعليقات